سياسة

ممثل الإدارة الذاتية في لبنان لـ”أحوال ميديا”: زيارة الشيخ أمين الصايغ ضمن مسعى توحيد المكونات غير الجهادية في مواجهة التطرف والتقسيم

تعقيباً على الزيارة التي قام بها نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا للشؤون الخارجية بدران جيا كرد الى المرجع الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، أكد ممثل الإدارة الذاتية في لبنان المحامي عبدالسلام أحمد في تصريح خاص لموقع أحوال ميديا أن ” هذه الزيارة الى المرجع الديني للموحدين الدروز لها دلالة على احترام البعد الروحي للدروز ودور المشيخة في حماية المجتمع، وتأكيد على أن العلاقة مع الطائفة لا تُختصر بالسياسة، بل تمتد إلى قيم التعايش والتاريخ المشترك”.
وأضاف: “هي رسالة مباشرة إلى مكوّن أساسي في المشرق يتمثل في طائفة الموحدين الدروز، للتأكيد على سياسة الإدارة الذاتية في الانفتاح على جميع القوى والتيارات غير الجهادية، والبحث عن نقاط التلاقي لحماية الوجود الأهلي من الفوضى، ومحاولة لبناء جسور مع السويداء التي تعيش حراكاً شعبياً متصاعداً، ولها خصوصية في مواجهة الجماعات المتشددة، وتأتي في سياق البحث عن تحالف وطني واسع يتجاوز حدود شمال وشرق سوريا، باتجاه المكونات السورية كافة، ويمكن القول أن “هذه الزيارة تدخل ضمن مسعى الإدارة الذاتية كفاعل وطني جامع، يسعى إلى توحيد المكونات غير الجهادية على قاعدة مشروع مدني – ديمقراطي، في مواجهة مشاريع التطرف والتقسيم”.
ولفت أحمد اللقاء الى أن “يمنح صورة رمزية: شعوب وقوميات ومذاهب صغيرة العدد، لكنها كبيرة في ثقلها الحضاري والسياسي توحدت لمواجهة الاستبداد، فهناك حساسية لدى بعض قوى السورية من خطاب “تحالف الأقليات”، إذ يُخشى أن يُفهم كاصطفاف طائفي مقابل الأكثرية السنّية، ولكن تحالف الأقليات لا يعني الانغلاق، بل يمكن أن يكون منصة انطلاق لمشروع وطني جامع، لأنه يُظهر نموذجاً للتعايش بعيداً عن منطق الأكثرية والأقلية .
وتابع أحمد كلامه لـ”أحوال ميديا”: “هذا التعاون يمكن أن يكون خشبة خلاص رمزية وعملية، لكنه لا يكفي وحده لبناء بديل بينما المطلوب هو تحالف مدني وطني يضم أيضًا شرائح واسعة من الأكثرية، ونحن نحتاج إلى بناء جبهة مدنية وطنية شاملة حتى يتحول من خشبة خلاص للأقليات إلى خشبة خلاص لسوريا كلها، وقوته الحقيقية تكمن في أن يشكل نواة لتحالف وطني أوسع يضم كل المكونات غير الجهادية: عرب معتدلون، مسيحيون، إسماعيليون، علويون ، ايزيديون ،نساء، وحركات مدنية”.
وأشار أكد ممثل الإدارة الذاتية في لبنان الى أن العلاقة اليوم محكومة بالـتوازي أكثر من التلاقي حيث ان السلطة في دمشق تماطل في تنفيذ بنود الاتفاق العاشر من آذار، بينما الإدارة الذاتية تبني مشروعا مدنياً ديمقراطياً تعددياً بينما الحولاني يفرض سلطة جهادية ذات بعد أمني/عسكري قائم على الولاء الشخصي والإيديولوجي ، ويخشى من نموذج الإدارة الذاتية كنقيض جذاب لسلطته العقائدية، ولفت الى أن خطر تكرار مجازر شبيهة بالسويداء والساحل موجود، لكنه لن يكون بنفس السهولة بسبب مناعة البنية الأمنية والاجتماعية في مناطق الإدارة الذاتية”.
وختم أحمد كلامه:”الجولاني يمكنه البقاء طالما حافظ على سيطرته الأمنية وامتلك غطاءً إقليمياً وسياسياً، لكن مزيجاً من مقاومة مجتمعية منسقة، ضغط خارجي موّجه، وتعزيز قدرات الدفاع المحلي قادر على تقويض هذه القدرة أو على الأقل فرض تكلفة باهظة على استمراره.، فالخطر الحقيقي للمجتمعات لا يكمن فقط في قدرة الجولاني على البقاء، بل في الوقت الذي يسمح به لتثبيت بنى قمعية تُغيّر تركيب المجتمعات نهائيًا — وهذا ما يجعل التدخل المبكّر والحكيم أمرًا ضرورياً”.

يوسف الصايغ

صحافي لبناني يحمل شهادة الاجازة في الإعلام من كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية الاخبارية والقنوات التلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى